رواية ملاذي وقسۏتي لدهب عطيه
لتدوي الصړخة النجع باكمله
..............................................................
وضع قطعة من الحم كبيرة في الطبق أمامها وبعضا
من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها قائلا بأمر
ياريت تخلصي الأكل ده كله.....
قالت پصدمة يشوبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي.....
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة
مش لدرجادي ياماما راضية..... انا مش هقدر اخلص
الطبق ده أصلن......
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤق ياورد الجوري....
انت الى هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة
وهي
تلتهم مابي لملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده ..
هتفت ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... صح ياريت يابابا يطلع شبهك
هحبه اكتر.....
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
ليحول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
مال عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياه.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولت قبل كده
اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه.....
بلعت مابي حلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم...
همس سالم بامر يشوبه القلق عليها
مضاعفة في جسمك .....
رفعت عينيها عليه بدهشة....
انا بقول كده عشان ابني يفضل بخير...
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجانبه من الناحية الآخرة......
أبتسمت حياة بسعادة طفيفا داخل قلبها.....
عشق سالم لحياة لن ينتهي مهم حدث !
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيه ليه برحمه يامي.... هتف رافت بهذهي الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على ماوصل به اخيه لېموت بكر وهو يحمل
ذنوب ثقيلة على ظهره ....
مسحت وجهه المجعد بمحرام ورقي وهي ترد عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحا ادفن ابني وحضر عزاه
نظرت له راضية پصدمة....
أنت رايح فين ياسالم.....
رد عليها بفتور....
هروح اوصلكم وحضر الدفنه وقف في عزا عمي
وابوي كمان معانا......
قالت راضية باعتراض...
لاء ياسالم بلاش انا عارفه انك ف...
مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون.... ومشكلتي
مع عمي زمان لازم انسها انا ولحاج رافت لان
بكر شاهين بقه من الأموات ولاموات مش بيجوز
عليهم غير الرحمه...... انا هستناكم في العربيه..
خرج من البيت وتركهم مصډومين من فتور حديثه ......
تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق
أولادها واحفادها بسبب الحقد وشياطين الأنس...
ربت رافت على كتف والدته قائلا بهدوء..
يلا يامي عشان نحضر الدفنه.....
تطلعت عليهم وهم يغادرون... دخلت سريعا الى
غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد
كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم....
ماما هو احنا مسفرين....
ااه ......مسافرين.....
مع بابا......
ردت عليها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهم
لاء لوحدنا..... بابا هيحصلنا .....
بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير حقيبة
السفر الكبيرة....... اخذت مبلغ بسيط حتى تدبر
به نفسها وحين تستلقي في مكان ما ستبدأ
تعمل لتصرف على ابنتها وعلى نفسها وهذا
الطفل الذي ينبت داخل احشائها.....
كانت تقف امام المرآة تهندم هذا الحجاب لتنظر الى
وجهها الشاحب وعيناها الحمراء خوف وتوتر
من
هروبها منه.... ولكن ماذا عليها ان تفعل هو من
طلب ذالك منها مزالت تتذكر جملته الذي يشوبها
رجاء ضائع....
عايز انساكي ياحياه.... لازم انساكي وكرهك..
اغمضت عينيها بعذاب وهي تعاني من جملته
الحاړقة لروحها وقلبها مع...
هتفت بثبات مصر....
يلا ياورد..... مسكت ابنتها وخرجت سريعا من الغرفة...... لتخرج من باب البيت بدون ان يلاحظ الخدم خروجها..... ولان الوقت كان مزالا مبكرا
فسهل هذا عليها الخروج من البيت ولنجع
باكمله....
يجلس في سيارته ويتحدث في الهاتف قال..
متقلقيش ياحنيي.....ربع ساعه وهكون عندك
لاء هسال حياه عن علاج الضغط الى بتاخديه
طب حاضر....... سلام
اوقف سيارته امام البيت...... ودلف داخله بهدوء صعد الى غرفة النوم الخاصه بهم وفتح باب الغرفة
ليجد المكان هداء ولخزانة مفتوحة وفارغة ....
احتدت عيناه بقسۏة مخيفة وبرزت عروق جبهته
ليحرك عيناه في ارجاء الغرفة باحث عنها بذهول
بعد دقيقتين......
اصبحت عيناه هدرتين بالجمر المتوهج....
وعضلات جسده تلوى پعنف داخله من آثار
غضبه وصډمته بها ليردد كلمة واحده.....
هربت....... يتبع
بقلم دهب عطية
رايكم وتوقعتكم.....
الرابع و العشرين
روايهملاذي وقسۏتي
بقلم دهب عطيه
.....................................................
شدد سرعة وقود السيارة متوجه الى محطة القطار
حيث القطار الذي سيمر على محطة نجع العرب
سيكمل مساره الى محطة مصر القاهرة.....
خبط على سيارة پغضب وعيناه تشتعلان بڼار لن ترحمها قط.....
على ناحية الاخرة في محطة قطار نجع العرب...
تكاد تكون مزدحمة قليلا ببعض ألناس ولذي لكل منهم وجهته الخاصة....... تسير في المحطة
بعقلا لا يزال مشتت من حياة أخره بدون سالم...
شيء ضائع منها شيء غال ثمينا لم تقدر على
ملء فقدانه مهما فعلت سيظل عشقه وشم
صعب يمحى داخل قلبها وعقلها.....
هتفت ورد صغيرة بتعب....
ماما أنا تعبت من المشي ينفع نقعد....
اومات لها بي لا...لتحملها على ذرعها وتسحب
هذهي الحقيبة ذات العجلات الصغيرة وراها....
كانت مجهدة بشكل واضح على ملامحها واتها
الدوار مرة اخرة بسبب عدم اخذها للعلاج
وانعدام وجبة الإفطار اليوم بسبب هذا
المخطط المتسرع..... الهروب من ...من
اكثر من عشقته في هذهي الحياة الهروب
من عائلتها الوحيدة ....
انت يتيمة الآن بإرادتك ياحياة تذكري ذاك
الحرمان الذي كان بارادتك ان تحرمي قلبك من
عائلتك وعشقك الوحيد! تحدث ضميرها بعتاب
وقفت فجأه واغمضت عينيها بتعب وضعف
هي تشعر انها تنزع روحها من جسدها
ولكن سالم لم يترك لها خيارات أخره....
هو لا يعرف غير القسۏة ونفور في خلال
هذا الأسبوع علمت جيدا ان انكسار الثقة
بينها وبينه اصبح الفج الداخلي بين قلبها وقلبه
يفقدون شيء مهم وليتها تعرف ماهو حتى
تستعيده الثقه هي الذي تنقص علاقتهم
ام ان صورة آلحب بينهم ينقصها خط
رفيع يحدد هوايتها !......
وقفت أمام استعلام المحطة.... قائلة للعامل بها
لو سمحت القطر الي رايح القاهره هيدخل المحطة الساعه
كام وهيطلع أمته......
نظر الرجل في أوراقه..... ورد عليها بهدوء..
القطر هيوصل كمان خمس دقايق...وبعد عشر دقايق بيطلع .....
شكرا.....
ذهبت من أمامه لتجلس في مكان امام سكة القطار واجلست ابنتها بجانبها...... زفرت بتعب وهي تمسح بالمنديل قطرات العرق من جبينها.....
ماما انا جعانه.... هتفت ورد بجملتها وهي تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة الى ما تنظر الصغيرة التفتت لها وهي تبتسم بهدوء....
طب خليكي هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعيناها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
في نفس ذات الوقت ......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان عيناه تاتي
عليه .....ليجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
من محل ما ......ركض عليها وكادا ان يقترب
منها ليجد المراة تستدير ويظهر وجه اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة اخرة وعيناه تلتهم كل انشاء في هذهي المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى متخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عيناه پصدمة......
اصدر القطار صوت عال لتلتفت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات وتستدير ناظرة الى القطار
ومن ثم الى مكان ابنتها الجالسة به ....لتجده
فارغ .......
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتاها ترتجف خوف لتجد المكان فارغ وحقيبتها غير متواجدة.....
رفعت جفنيها تبحث عنها بعينيها من حولها بقلب
مزعور......
احساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
بعيدة ....وعيناه ثاقبت عليها بسخرية.....لتنزل
انظارها على ورد المتشبكة بيد سالم وتنظر الى امها ببراءة.....وبي اليد الاخرة تجد حقيبتها معه .....
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة ....
نظر سالم على القطار ومن ثم عليها ليقول ببرود..
معلشي يامدام حياه كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على معدتها.....لتضع كف يدها على
معدتها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان يرد عليها بقسۏة......
بلاش استعجال خدي الامور ببساطه ....هتمشي
بس بعد ماخد الامانه الى تخصني......
رحل القطار بعد انتهى حديث سالم لتنظر الى رحيله بحزن......لمح ندمها وإصرارها الواضح امام عيناه على البعد عنه....
واولها ظهره وبين يداه ورد وقال لها ببرود....
ورد معايا في العربيه ......ياريت بلاش تاخير
ابتعد عنها خارج هذهي المحطة.....اغمضت عينيها
وهي تجلس على اقرب مقعد وتنزل دموعها بدون
توقف ناظرة الى مسار حياتها ناظرة الى مصيرها
معه ناظرة الى مستقبل مظلم ....وماضي مربك
وحاضر مؤلم .......وعشق متعثر داخل قلبها
الهش بحرمانه !!.......
ليتك تعرف عڈاب الحب ليتك تدرك
قيمة الحب !
غرز اصابعه بقوة داخل خصلات شعره...
مشاعره تحطمت بسبب أفعالها... حياة
دوما تصر عليه في رأيت مكانته عندها
يا لها من مكانة هتف عقله بخزي ...
بابا هو احنا مش هنسافر زي ما ماما قالت...
نظر سالم لها في مراة السيارة ليرد عليها بعد تنهيدة تعب .....
اكيد هنسافر بس مش دلوقتي وقت تاني لان
جالي شغل مستعجل......
لم تفهم نصف كلامه بسبب صغر سنها ولكن فهمت
النصف الاول من الحديث..... صمتت ونظرت الى نافذة السيارة وهي تلتهم شطيرتها الصغيرة الذي
احضرها لها سالم قبل دخولهم السيارة......
بعد دقائق قليلة....
فتحت الباب بجانب ابنتها وجلست وهي تمسح
عيناها من الدموع...... نظر لها سالم عبر مرآة
السيارة.....وشغل وقود سيارة وهو يقول
بصوت يشوبه التحذير ولشړ......
في كلام كتير مبينا لسه هيبدأ.....
اشاحت عينيها عنه بإرتباك وهي تحتضن ابنتها
پخوف من القادم..... لن يتساهل سالم معها بعد
الآن وسوء الحظ انها تعلم ذلك جيدا !....
احتضنتها راضية بحنان وهي تربت على كتفها
قائلة بحزن كفايه عياط ياريم كفايه ياحبيبتي
ادعيله برحمة يابنتي.......
نزلت دموع ريم وهي تحتضن جدتها وقالت پألم
ريم المسلوب منها.... حنية الأب..... وسند الاب
نصيحة الاب..... حنان وخوف الأب .... حرمت
ريم من كل هذهي الأشياء لتصبح بقلب يتيم
مفتقد لرجل في حياتها رجل يبقى الأمان وسند
ويجتاح قلبها بقوة عاشق.... ريم تحتاج الى
رجل عفوي يسد كل حالة داخلها جعلتها
فاقدة لرجل في حياتها... فالاب مفقود
منذ ولادتها قلبا ومشاعر..... وبقى معها
جسدا بروح..... ولان الروح رحلت لخلقها
ولجسد تحت الرمال.... ولاخ مستهتر شيطان
من شياطين الإنس نسى ان له أخت تحتاج الى رعايته ولو بكلمة بسيطة منه ليختفي هو ايضا
من حياتها بدون رجعة......
حاولت راضية تهدياها قائلة....
كفايه بكى ياريم ربنا يسامح ويسامحهم جميعا
كفايه بكى يابنتي كفايه.....
نظرت الى راضية وهي تقول بحزن ساخر....
للاسف ياحنيي مش عارفه ابكي على مين فيهم
على الي هيتعدم بسبب شره وحقده... ولا على
اختي الى نهايتها معروفه من زمان اوي... ولا ابكي
على امي وحياتها وكل الى عشته بسبب عادات وتقليد نجع العرب.... ولا ابكي على مۏت ابويه
لتنزل دموعها وتبتسم بسخرية وهي تسطرد حديثها....
ولا ابكي على مۏت ابويه الي حرمني حتى من
ذكرى ولو بسيطه تجمعنا ببعض...... ياخساره
ياحنيي الدموع مش بتنزل عشان بعدهم عني
الدموع بتنزل عشان مقدرتش اخد حقي
منهم حقي اني منهم وهما مني أثرو ياحنيي
اثرو معايا قوي ومفيش حاجه جمعتنا زمان
عشان افتكرها دلوقتي ...... احتضنتها
راضية اكتر لتبكي معها.....كلماتها لمست
قلب راضية بل لمست قلب كل امراة تقف تسمع
حديثها بشفقة عليها !!..
ريم قصة حرمانها وفقدنها لعائلة هي قصة معظم آلفتيات...... لم اعطي لقصة ريم حقها ولكن أوضحت صورتها لكم لكي تعلم
أن الحرمان له أشكال واعداد كثيرة واعلم ان كل إنسان تذوق الحرمان ولكن لكلن منا احساس يختلف عن الآخر !.....
وضع مفاتيح السيارة على المنضدة بقوة وهو يثني
ذراع جلبابه وينظر لحياة والوقفة أمامه پخوف
وترمش