الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 274 من 282 صفحات

موقع أيام نيوز


وباستفاضة تصل إلي الثرثرة 
أصل الست يسرا والست نرمين والباشمهندس سليم وسيادة العقيد سراج جم إتعشوا هنا هما وعيالهم وكملوا السهرةبس الست ثريا السكر علي عليها شوية علشان أكلت من البسبوسة اللي الباشمهندس سليم كان جايبها معاهف حست إنها تعبت شويةف الست مليكة إديتها علاجها ودخلتها هي والست يسرا وفضلوا جنبها لحد ما أرتاحت ونامتوبعدها الكل مشي والست مليكة اخدت مسك وطلعت أوضتها بعد ما اطمنت علي الولاد

إبتسم وهو يستمع إلي ثرثرتها وكأنها مخبرا شرطي تعطي تقريرا إلي سيدها عن مهمتها المكلف بهاهز رأسه قليلا باستحسان ثم تحدث بنبرة هادئة متلاشيا كل ما استمع إليه 
إعملي لي فنجان قهوة واعملي عصير فريش لمدام مليكة وهاتي معاهم حاجة حلوة وطلعيهم علي فوق
تحت أمرك يا سعادة الباشا نطقتها بنبرة حماسية ثم تحركت إلي المطبخ فور صعود ياسين إلي الاعلي
خطي بساقيه إلي جناحهوجد مليكة تقف بالشرفة وما أن رأته حتي تحركت إليهسحبها إلي داخل أحضانه وتحدث بصوت حنون 
عاملة إيه يا حبيبي
الحمدلله نطقتها بهدوء ثم إبتعدت قليلا وتساءلت بهدوء 
ما جتش تتعشي معانا ليه
بنبرة هادئة أجابها بإبانة 
معلش يا حبيبيكنت قاعد مع الباشا والكلام أخدنا لحد ما جهزوا العشا فأكلت مع الأولاد
تبسمت وأومأت له ثم أردفت بهدوء 
بألف هنا يا حبيبي
داعب أنفها بين أصابع يده ثم حول بصره يتطلع علي ملاكه النائم وتحدث بنبرة تحمل الكثير من الحنين إلي صغيرته وهو يخطو نحو مهدها 
اللي خاطفة قلب ياسين ومستحوذة عليه نامت!
بإبتسامة سعيدة أجابت ذاك الذي يتأمل بوجه صغيرته مبهرة الجمال وكأنه مسحورا 
نامت من حوالي ساعةبعد ما غلبتني وفضلت تزن وتنطق إسمك
تطلع عليها بنظرات لائمة وهمس بصوت خاڤت لكي لا يزعج ملاكه 
إخص عليك يا مليكةطب ليه ما كلمتنيش في التليفون وأنا كنت جيت لها
أجابته بخفوت 
كنت هكلمك يا حبيبيبس لما أنس قال لي إنك قاعد مع أيسل

حضر كارم إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي في زيارة عائليةجلس بصحبة العائلة في مناخ هادئ ملئ بالاحاديث المسمرة التي نالت استحسان الجميع وجعلتهم يشعرون بالأولفةفي حضور مليكة التي أصبحت تتواجد باستمرار داخل منزل زوجها بناءا علي رغبة ياسين ومنال أيضا التي لاحظت فرقا شاسعا في نفسية أيسل بعد أن بدأت مليكة بالتردد علي المنزل ومشاركتها لكل ما يخصها وبدأتا بدخولهما معا إلي المطبخ لتعليم مليكة ل أيسل صنع بعض الاكلات كي تستطيع إستقطاب قلب زوجها أكثر عندما يراها تهتم بجل ما يسعده ويرضيه
بمنتهي الدهاء كان يسترق النظرات إلي حبيبته دون أن يلاحظه ياسينبعد مرور بعض الوقت أردف مستأذنا من ياسين باحترام 
بعد إذن حضرتك يا عميكنت حابب أعزم أيسل علي العشا بكرة ونقضي السهرة مع بعض 
طب وليه تتعشوا برة لوحدكم نطقها بلامبالاة ثم استرسل موجها حديثه إلي زوجته ببرود قاټل إستفز داخل ذاك ال كارم 
حبيبيعاوزك تعملي لنا أحلا سفرة عشا في الجنينة عند عمتي بكرةوأنا هبلغ عمي عبدالرحمن وعيلته علشان نتجمع كلنا علي شرف سيادة الرائد
رفع عز المغربي أحد حاجبيه مستنكرا ردة فعل نجله الغير لائقةأما كارم فضيق عيناه متعجبا طريقة ذاك المتسلط وبطريقة رسمية ونبرة قوية حاسما أمره وكأنه الأمر الناهي بذاك الموضوع أردف بما فاجأ ياسين بذاته
متشكر لاهتمامك يا سيادة العميدبس ما فيش داعي نتعب مدام مليكة معانا لأن أنا وأيسل إتفقنا خلاص إننا هنتعشي برة
بكثيرا من برود الأعصاب والصرامة تحدث عكس ما يدور بداخله من اشتعال لروحه
مش هينفع يا كارمأيسل عندها مذاكرة وبتنام بدري علشان ميعاد كليتها
إشټعل داخل كارم من تحكات ياسين به فيما يخص أيسل بالرغم من أنها زوجته شرعاوبثقة عالية أردف بنبرة جادة لائما إياه 
هو حضرتك ليه بتعاملني علي إني خطيب بنتك المراهق أو ذئب مفترس وسيادتك خاېف عليها منه! 
ثم استطرد بإيضاح بنبرة جادة 
أيسل مراتي يا أ فندم لو مش
واخد بالك
وأنا سبق وقولت لك إن كتب الكتاب عندي ما يفرقش اي حاجة عن الخطوبة نطقها بصرامة وملامح وجه جادة جعلت من ملامح كارم تحتد ڠضبا وكاد أن يتحدث أوقفه صوت عز المغربي الذي إنتوي التدخل وفض ذاك الإشتباك قبل أن يتطور 
إهدي يا ياسين إنت وكارم وحاولوا تتناقشوا في الموضوع بهدوء علشان تتفاهموا وتقدروا توصلوا لحل وسط يرضي الطرفين
عقب ياسين علي حديث والده قائلا بنبرة باردة وكأن الأمر عاديا 
ومين قال بس يا باشا إننا مش متفاهمين!
وبفرض سياسة الآمر الواقع استطرد وهو ينظر إلي كارم 
أنا وكارم إتفقنا علي وضع أساسيات علاقته ب أيسل من الأول ورسمنا شكلها
واستطرد متسائلا بنبرة جادة 
ولا إيه يا كارم
قطب جبينه باستغراب ثم أجابه بثقة تامة 
حضرتك قولت لي إن طول ما أيسل لسة في بيتك يبقي هنتعامل مع كتب الكتاب علي إنه خطوبةوأنا مع سيادتك في الرأي ده والاصول ما تزعلش حد
ثم استطرد معترضا تحت إرتعاب قلب أيسل من حدة المناقشة الدائرة بين عزيزاها 
لكن اللي أنا مش موافق عليه ولا مقبول حضرتك هو إني أقعد أربع سنين ما أقدرش فيهم حتي أخرج أتعشي أنا وخطيبتي اللي هي شرعا مراتي
هو ده اللي عندي يا كارم وماعنديش كلام غيره نطقها بتعنت أشعل داخل الآخر مما جعله يهب واقفا من جلسته ثم تحدث بنبرة جاهد في إخراجها بشكل هادئ وهو ينظر إلي عز المغربي مع انحناءة بسيطة دلالة علي توقيره لشخصه 
بعد إذن سعادتك يا باشا
أردف عز المغربي باهتمام 
رايح فين يا كارم
هروح يا أفندمكدة حلو قوي نطقها بنبرة جادة فتحدثت مليكة كي تهدئ من وطأة غضبه وتلطف الأجواء بينه وبين زوجها بعدما رأت نظرات الحزن والألم ظهرت بينة بعيناي تلك العاشقة الصغيرة 
إنت ليه أخدت كلام ياسين علي إنه جد يا سيادة الرائدياسين بيهزر معاك وبينكشك مش أكتر
أردف بنبرة صارمة وهو يرمقها بنظرات ثاقبة 
المواضيع دي مافيهاش هزار يا مدام
واستطرد بنبرة صارمة 
دي ثوابت عندي وما فيهاش نقاش
الكلام ما يبقاش كدة يا ياسين نطقها عز بجدية فانطلق كارم بوجه غاضب متجها إلي الخارج بعدما تحدث بنبرة حادة توحي لمدي غضبه 
بعد إذنكم
وقفت أيسل وباتت تتطلع علي والدها بنظرات لائمة حزينة ثم هرولت إلي الدرج وصعدته بسرعة كبيرةأردفت مليكة بصوت لائم 
ليه عملت كدة يا ياسين
واستطردت بنبرة جادة أثارت حنق زوجها
إتصل بيه وقول له إنك موافق علي العشا برة علشان خاطر سيلا
إستشاط داخله من حديثها ثم هتف بنبرة عالية محذرا إياها بسبابته 
مليكةخدي لك ساتر الساعة دي وبلاش تدخلي نفسك في الموضوع ده بالذات علشان ما تسمعيش كلام يزعلك
ثم استطرد باتهام بنبرة أكثر حدة 
ما هو إنت بردوا اللي فضلتي تزني عليا علشان

أوافق إنها تروح تتغدي في بيتهوادي النتيجة يا هانم
نطقها بحدة واسترسل راميا كامل اللوم عليها وكأنه وجد بها الشخص الذي سيفرغ به جل ما أصابه من ڠضب
جراء طلب كارم الجرئ بالنسبة له
البيه إتجرأ وبقي كل يومين عاوز يخرج معاها وكأنه بقي حق مكتسب ليه
إتسعت عيناها وهي تتطلع إليه باندهاش من الطريقة الحادة التي عاملها بها أمام والداه وطارق والتي ولأول مرة تحدث منذ أن حقق حلمه وتزوج بها
ألقت عليه نظرة لوم قبل أن تنطلق بخطوات متعجلة إلي الخارج في طريقها إلي منزلهازفر بقوة ثم قام بوضع كفه فوق شعره ليسحبه إلي الخلف بطريقة عڼيفة كادت أن تقتلع جذورهمما أوحي إلي ندمه وتعنيفه لحاله
إبتسامة جانبية خرجت من فاه عز الذي أردف بطريقة ساخرة بعدما استشف تكبيت نجله لحاله فور خروج زوجته 
قابل بقي اللي هيجري لك يا باشاقدامك إسبوع بحاله هتشرب فيه جرعة نكد أورجانك
تنهد بضيق في حين تحدث طارق لائما شقيقه 
مالكش حق في الكلام اللي قولته لها يا ياسينإنت أحرجتها قدامنا كلنا
أردفت منال بنبرة تعقلية 
زعل مليكة مقدور عليه يا طارقياسين يبقي يراضيها بعدين
واستطردت بنبرة غاضبة بعدما فاض بها الكيل من أفعال وتعنت نجلها مع زوج حفيدتها الأقرب لقلبها 
خلينا في كارم اللي مشي وهو زعلان والبنت اللي طلعت مقهورة علي اوضتها بسبب أخوك وتحكماته الفاضية
نظر علي والدته ثم

أردف معترضا 
ماما أرجوك
هتفت بحدة وسخط ظهر بعيناها 
بلا ماما بلا باباأنا مش فاهمة إنت بتعمل كل ده ليههو أنت أول واحد بنته تتخطب يا ياسين!
زفر بقوة في حين أردف عز بنبرة جادة بعد صمت أرغم حاله عليه كي يري تصرف نجله إلي أين سيصل به
إتصل بكارم وراضية يا سيادة العميدوحاول تتعود علي وضع بنتك الجديد
واستطرد بنصح وارشاد
وياريت ما تنساش إن كارم يبقي جوزها ومن أبسط حقوقه إنه يخرج معاها لوحدهموإحمد ربنا إن الولد مؤدب وإبن عيلة 
بوجه صارم يختبئ خلفه خجله الذي أصابه بعدما رأي معارضة الجميع له وتأكد من سوء تصرفه ويرجع ذلك إلي حبه وخوفه المبالغ به لصغيرة أبيها التي مهما
بلغت من العمر سيضل يراها صغيرته الواجب عليه حمايتها حتي من حالهاأردف بتراجع عن موقفه موجها حديثه الى والده
إتصل بيه حضرتك يا باشا أو خلي طارق يكلمه
إبتسامة محبطة إرتسمت فوق ثغر عز الذي تضايق من وصول والده لذاك المستويأما ياسين فانطلق مسرعا نحو الباب الخارجي ليلحق بتلك التي خرجت بقلب منكسر جراء حدته معها أمامهم
ثم استطرد بنبرة تحمل الكثير من الندم 
والله أسف
بنبرة حادة وعيناي ثاقبة تنظر أمامها في نقطة اللاشئ أردفت متجاهلة النظر إليه
بقيت بسمع كلمة أسف منك كتير قوي الأيام دي
تنهيدة حارة خرجت من صدر ذاك العاشق وتحدث بنبرة عاقلة 
ما فيش حياة زوجية بتمر من غير مشاكل ولا زعلالمهم إننا نتدارج غلطنا بسرعة ونعتذر عنه 
إحنا عايشين علي الأرض يا مليكة مش في الجنة
تنهدت بهدوء ثم أردفت بنبرة تحمل الكثير من الهموم 
بس أنا زهقت من عصبيتك وتسرعك يا ياسين 
إستدارت بجانب وجهها وتطلعت عليه ثم سألته مستفسرة 
من أيه يا ياسين
علي عجالة أجابها بصرامة 
من نفسها قبل كارم يا مليكةبنتي لسة صغيرة والحب بيضعفمن حقي كأب أخاف عليها من الشيطان ووسوسته لما أسيب لها مطلق الحرية مع جوزها ويختلي بيها
ثم استرسل بنبرة صوت هادئة 
بنتي جمالها فتان ووصلت لكامل انوثتهاوكارم راجل وبتحركه مشاعره ليها وغريزته الذكورية
واستطرد بعيناي تطلق شزرا وكأنه تحول
وأنا مش هسمح بأي تجاوزات تحصل منه في حق بنتي
تنفست بهدوء وباتت تتطلع عليه بنظرات حائرة لتيقنها من حقه المشروع في الخۏف علي صغيرتهأرادت أن تخرجه من حالته تلك فتحدثت وهي تحثه علي المضي للأمام 
طب يلا نتمشي علي البحر ولا رجعت في كلامك
إبتسامة هادئة إرتسمت فوق شفتاه وهو يسحبها من كفها ويتحركا نحو الباب في طريقهما إلي البحر
بنفس التوقيت
داخل حجرة أيسلحيث كانت تجلس فوق مقعدها المجاور لتختها تتحدث عبر هاتفها الجوال مع ذاك الحبيب الذي خرج مسرعا والڠضب يملئ صدرهأردفت بنبرة حنون في محاولة منها لإزاحة الحزن وابعاده عن قلبه 
ممكن علشان خاطري ماتزعلش
بنبرة جادة
 

273  274  275 

انت في الصفحة 274 من 282 صفحات