الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 272 من 282 صفحات

موقع أيام نيوز


إلي العالم أجمع أنها تنتمي لذاك القوي التي ذابت بعشقه الفريديلا يا حبيبي
تحركت بجانبه خارج المصعد ثم دلفا معا إلي مسكن والدهإشتدت سعادتها بعدما لاقت ترحيبا عاليا من والديه وبالأخص والدته التي تح 
نورتي بيتك يا بنتي
ميرسي يا طنط نطقتها بنبرة رقيقة وابتسامة بشوشة لوجه برئفأكملت بثينة متسائلة إياها بنبرة ودودة 

تشربي إيه يا أيسل
عقبت بتودد 
ولا أي حاجة يا طنطمش عاوزة أتعبك معايا
أجابتها بإبتسامة هادئة 
يا ستي إتعبيني براحتكأنا راضية
إبتسامة واسعة إرتسمت فوق ثغر تلك الجميلة فتحدث كارم نيابتا عن حبيبته كي يعفيها الحرج 
إعملي لها برتقال فريش يا ماما
أومأت له وتحركت إلي المطبخ كي تعد المشروب إلي الجميعتحدث دكتور جمال إلي أيسل كي يحثها علي الإندماج والخروج من دائرة الحرج الناتج عن زيارتها الأولي إلي منزل زوجها
أخبار سيادة اللوا وسيادة العميد إيه يا أيسل
ردت بنبرة رقيقة 
كويسين وبيسلموا علي حضرتك يا أنكل 
جلس ثلاثتهم يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم إلي أن جلبت بثينة أكواب المشروب وناولته للجميع وبداوا بإرتشافه
وبعدما إنتهوا من تناوله هب كارم
من جلسته وتحدث إلي والدته بثبات 
هاخد أيسل أفرجها علي أوضتي علي ما تجهزي الغدا يا ماما
إرتبكت تلك الجالسة وأصاب جسدها قشعريرة من شدة خجلهاأما والدته فابتسمت وتحدثت بهدوء 
تمام يا حبيبي وأنا نص ساعة بالكتير والسفرة هتكون جاهزة
وقفت أيسل بارتباك ظهر بين عليها ثم تحمحمت وأردفت قائلة بنبرة متلبكة 
أنا هاجي أساعد حضرتك في تجهيز الغدا
أشارت لها بكف يدها وتحدثت بتصميم حاسم 
خليك مرتاحةأنا مجهزة كل الأكل وخلاص بشطب السوا بتاعه وقربت أخلص
كادت أن تتحدث ف سبقها كارم الذي تحرك إليها وقام باحتضان كفها باحتواء 
ريحي نفسك يا سيلامن الآخر كدة حضرة المديرة ما بتحبش حد يدخل مطبخها 
ضحكة خاڤتة خرجت من فاه دكتور جمال قبل أن يوكد علي حديث نجله قائلا بمداعبة لزوجة نجله 
أهو حضرة الرائد جاب لك من الأخر 
إبتسمت برقة ف عقبت بثينة بإبتسامة بشوش 
عادة ومش عارفة أبطلها يا أيسلبس إن شاء الله هحاول أغيرها بعد ما تتجوزي إنت وكارم علشان ندوق أكلك
ثم استطردت باشادة وهي تنظر إلي ولدها 
كارم بيقول إنك بتعملي طاجن ورق عنب رهيب
كان يقف بجسد يشتغل ڠضبا من الجميع وحديثهم العقيم الغير مجدي بالنسبة لهوبالاخص من تلك التي تجاوره الوقوف حيث أنها هي من بدأت بفتح الحديثتحدث دون خجل وهو يحثها علي المضي معه قدما للأمام 
تعالي معايا
وبرغم دقات قلبها التي تعالت جراء خجلها الذي إعتراها بفضل جرأة حديثهإلا أنها تحركت بجانبه مسلوبة الإرادة وكأن ساقيها لا تتبعاها بل تتبع ذاك الوسيمضلت ترافقه حتي إختفي كلاهما خلف باب حجرته الخاصة التي أوصد بابها هذا المشتاق تحت أنظار ذاك الثنائينطقت بثينة بنبرة يشوبها القلق 
ما تخليش إبنك يطول مع البنت يا جمالربع ساعة بالكتير وخبط عليه
عقب لطمانتها 
ما تقلقيش يا بثينةإبنك عاقل ومتربيومش هو اللي يتصرف بالطريقة الخسيسة دي
أجابته بنبرة قوية تعقيبا علي حديثه 
إبني عاقل ومتربي آهبس ما تنساش إن الشيطان شاطر ومش هيسيبه في حاله
ثم استرسلت قبل أن تتجه إلي المطبخ لتباشر عملها 
البنت أمانة عندنا يا جمالأبوها باعتها لحد هنا لأنه واثق فينا وعارف إننا ناس محترمين وهنحافظ عليها ونحطها جوة عيونا
نطقت جملتها ثم إنطلقت بإتجاه المطبخ تاركة خلفها جمال الذي شرد بكلماتها لكنه علي الفور نفض تلك الافكار الشاذة والتي لا تشبه نجله ولا تعبر عن تربيته الحسنةأمسك جريدته الورقية ومن جديد تابع قراءة أخبارها بتركيز عالي
عودة لتلك العاشقة التي

وما أن أغلق كارم خلفه الباب حتي باتت تتطلع حولها وتتأمل غرفة حبيبها بعيناي متلهفة لكل تفاصيل أشياءه الخاصة الموضوعة بترتيب وتنظيم يدل علي مدي إنضباط مالكها
تحرك إليها حتي وقف مقابلا لها ثم تحدث معاتبا إياها بلطف 
يظهر إن الدكتورة مش واحشها حبيبها ولا حتي فارق لها تكون معاه لوحدهم
ضيقت عيناها متعجبة من إتهامه ثم أردفت 
أنا يا كارم مش فارق معايا نكون مع بعض!
سألها مستفسرا بعيناي لائمة 
أمال أسمي هروبك مني وطلبك من ماما إنك تدخلي تساعديها في المطبخ ده إيه
علمت أن حبيبها غاضب من تصرفها العفوي فأرادت أن تنسيه حزنهإقتربت منه وبحركة دلالية وضعت كفها علي صدره وبدأت تتلاعب بأزرة قميصه مما أسعده ثم تحدثت بدلال انثوي نالت به إستحسان ذاك العاشق 
ممكن تسميه كسوف من أهلكأو إني مش حابة أظهر قدامهم بصورة مش لطيفة لما أدخل معاك أوضتك
ثم 
لكن اللي مش من حقك هو إنك تتهمني بإني مش فارق معايا وجودي مع حبيبي
قد الحركة دي إنت
إبتسمت واردفت بدلال وجرأة أثارته 
إيه الجنان اللي بتعمله ده يا كارم!
واسترسلت في محاولة منها للتملص من بين ساعديه القويتين اللتين حاوطها بتملك وقوة جعلتها تشعر بأنها أسيرة بقبضة آسرها القوي 
سيبني يا كارم خليني أقوم قبل ما حد يدخل
بكلمات متهكمة أردف قائلا مستفزا إياها 
شوفتي إنك مش قد كلامك وإنك بق علي الفاضي
أنا خاېفة حد يشوفنا نطقتها بعيني متوسلة فأجابها بنبرة قاطعة 
نظرت إليه بعيني حائرة تمتلؤها الكثير من القلق والتوتر فاسترسل وهو يداعب وجنتها بأصابع يده بحنان 
إهدي بقي وما تضيعيش علينا حلاوة اللحظة
دق قلبها وباتت تنظر إليه ومازال التوتر يتملك منها فاستطرد بعيني تفيض غراما في محاولة منه بسحبها معه إلي عالمه وقد كان 
فيه حد يبقي في حضڼ حبيبه ويبقي متوتر كدة
تعمق بسحر عيناها وهمس بما جعل قلبها يرتجف من شدة سعادته 
كنت غايبة عني فين من زمان يا حبيبي 
واستطرد لائما حاله 
إزاي لما شوفتك في خطوبة سارة ما أخدتش بالي إن هنايا ودلعي كله مكتوب لي علي إديك
ضيقت عيناها متعجبة حديثه ثم سألته باستفهام 
هو أنت كنت موجود في خطوبة سو!
أومأ بعيناه بإيجاب فاسترسلت مؤنبة حالها 
بس أنا إزاي ماشوفتكش
إبتسم بخفة وتحدث بعيناي تقطر عشقا
علشان حبيبي نجم في السما عاليوالنجوم ما بتشوفش الغلابة اللي علي الأرض 
تبسمت وباغتته بلف ساعديها حول عنقه ثم همست
أمام شفتاه بنعومة ورقة 
بحبك 
همس بما بعثر مشاعرها 
وأنا دايب في غرامك دوب
دون إدراك منها نظرت على شفتاه كما الظمأن الذي يطوق لشرب الماء كي يرتويشعر بها فقرر أن يرويها حتي تكتفي والدخول في رحلة المتعة معها من جديدبعد مدة إبتعدا قليلا فتنهدت هي بعشق وباتت تشدد من عناقها له ثم رمت برأسها علي صدرههدءت روحها وشعرت براحة تغلغلت وتعمقت بوجدانهاضمھا أكثر لأحضانه وبات يتنفس عبيرها براحة
ضل علي وضعيهما إلي أن دقت بثينة الباب وتحدثت بنبرة هادئة 
الغدا جاهز يا كارمهات سيلا ويلا قبل الأكل ما يبرد يا حبيبي
أصابها الإرتباك فور إستماعها إلي الطرقات مما

جعلها تهب واقفة وفي غضون ثواني كانت تقف بجوار الباب تعدل من حالة ملابسها بهيئة تدعو للضحكإبتسم علي حالتها وهبط من فوق التخت ثم تحرك حتي وصل إلي وقوفها وأردف بمشاكسة وهو يداعب أرنبة أنفها بين أصابع يده 
يا جبانة 
ضحك عاليا بطريقة جعلتها تتطلع إليه بقلب ينتفض وعيناي مسحورة توحي بعشقها الهائل لذاك الذي إقتحم القلب وتملك 
بعد قليل كانت تجاوره الجلوس حيث الجميع يلتف حول طاولة الطعام يتناولون غدائهم وهم يتبادلون الأحاديث الشيقة فيما بينهم
أردف دكتور جمال باحتفاء بزوجة نجله 
منورة بيتك يا بنتي
إبتسامة بشوشة إعتلت ملامح تلك الرقيقة التي عقبت علي حديث ذاك المبجل باحترام وتوقير
ميرسي يا انكلربنا يخلي حضرتك
بسطت بثينة ذراعهاوألتقطت بعض شرائح اللحم ثم قامت بوضعها داخل صحن أيسل وتحدثت بنبرة ودودة 
دوقي الاسكالوب بتاعي وقولي لي رأيك فيه
أكيد جميل زي كل حاجة في حضرتك يا طنط نطقتها بإبتسامة مشرقة ورقي نالت بهما استحسان والداي زوجها الذان تأكدا من حسن إختيار نجلهما لفتاة لبقة تناسب منصبه الرفيعقاطعها كارم متحدثا بثناء علي طعام والدته 
هتدوقي أطعم اسكالوب ممكن تاكليه في حياتك كلها
نطقها ثم أمسك بالشوكة والسکين خاصتاه وقام باجتزاء قطعة صغيرة ثم قربها من فم تلك التي خجلت بشدة من تصرف متيمهاتحاملت علي حالها وفتحت فاهها وتناولتها منهثم باتت تمضغها وبعد أن تذوقتها وتأكدت من مذاقها الحلوعقبت علي حديث حبيبها باطراء وهي تنظر إلي والدة زوجها باشادة 
بجد شابوا يا طنطالاسكالوب رائع ونكهته مميزة ودرجة السوي بتاعته بيرفكت
بالهنا والشفا علي قلبك يا مرات إبني نطقتها بنبرة حماسية أصابت تلك العاشقة برجفة قوية سرت بكامل جسدهاإرتفعت حرارت وجنتيها وتصبغتا بالأحمر الداكن جراء خجلها الشديد
لم تكن الوحيدة التي تأثرت بهذا الوصفبل تأثر أيضا كارم ولكن ليس خجلا كحال حبيبتهبل شعر بأنه إمتلك العالم بأسره ونزلت كلمة والدته علي قلبه ك سيل جارف فوق أرض أصابها التشقق جراء سنوات عدة من الجفاف
استطردت بثينة كي تخلق حديثا ودودا بين تلك الرقيقة والجميع 
أنا كنت هعزم الولاد وأولادهم علشان تتعرفوا علي بعض أكتر وخصوصا سلايفك الستاتبس حبيت أول زيارة ليك للبيت تبقي هادية وخاصة بينا
ضحك جمال وتحدث بمداعبة
خليك صريحة وقولي لها إن ده كان إقتراح حضرة الرائد
بصرامة أظهرت قوة شخصيتها وثباتها وأجابته بقوة 
ما تنكرش أني وافقت لما الإقتراح عجبني ولقيته مناسب أكتر يا دكتور
عقب مشاكسا إياها 
أكيد طبعا يا حضرة المديرةهو فيه حد في البيت ده يقدر يتنفس ولا ياخد قرار من غير ما

يحصل علي ختم الموافقة عليه منك
ضحكت بثينة ثم أردفت وهي ترفع انفها للأعلي بنوع من المشاكسة لزوجها 
أيوة كدة إظبط كلامك يا دكتور
إتسعت عيناي أيسل إعجابا بتلك ال بثينة ثم هتفت بإطراء بنبرة حماسية 
الله يا طنط علي شخصية حضرتكحبيت قوتك علي فكرة
تبادل هؤلاء الثلاثة النظرات بينهم ثم وبدون مقدمات أطلقوا العنان لضحكاتهم الساخرة المتهكمة من سذاجة تلك التي باتت تتطلع علي وجوههم باستغراب
ترك كارم ما بيده وقام بمحاوطة كتف تلك المجاورة له ثم تحدث من بين ضحكاته الهيستيرية
هو انت طيبة قوي كدة وبتصدقي أي كلام يتقال قدامك يا حبيبتي
ضيقت عيناها بتعجب غير مدركة لمعني حديثه فاسترسل شارحا بإبانة
بصي يا روحيإحنا عيلة شرقية أصيلة بحتة
واستطرد وهو يشير بكف يده إلي والده المبجل 
يعني الكلمة الأولي والاخيرة هنا للدكتور
ثم استطرد شارحا 
آه بنحاول نكون ديمقراطيين إلي حد ما والكل بيحاول يقترح ويقول أرائه في إدارة شؤون البيتبس في الأخر لو الرأي ده ما توافقش مع مبادئ ورؤي دكتور جمالساعتها بنضطر نقفل باب المناقشة في الموضوع ونعتبره ما اتفتحش من الأساس
بإبانة أردفت بثينة بنبرة حكيمة تليق بعدد سنون عمرها
وعلي فكرة يا أيسلأنا وأولادي عمرنا ما أخدنا الموضوع علي إنه تعنت أو ديكتاتورية من الدكتوربالعكسطول عمري ببص له بعين الحكمة والأصول
واستطردت معللة 
لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق
كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح 
علي فكرة يا بثينة
 

271  272  273 

انت في الصفحة 272 من 282 صفحات