الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه اصقلها شيطان

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا.
تجرعت سهيلة ريقها بصعوبة وهى ترتعش فطمأنها حمدي وهو يربت على كفها بين يديه.
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك.
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف.
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب.

ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها.
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه.
أتسعت عين سهيلة پخوف.
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا.
ربت حمدي على كفها يطمأنها.
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها دفاع عن النفس.
هز سهيلة رأسها پخوف.
أرجوك يا حمدي بيه بلاش انا خاېفة انا ممكن أتعدم.
أبتسم حمدي لها وطمأنها.
مټخافيش يا حبيبتي قولتلك انا مش هسيبك وهفضل وراك لغاية ما أطلعك منها.
أومأت له سهيلة بعدما شعرت ببعض الطمأنينة.
هو أسمه شريف وساكن في جليم.
زوى حاجبيه مستفسرا.
جليم في اسكندرية صح.
زفرت سهيلة بقوة.
أه في اسكندرية.
أبتسم حمدي لها وأومئ لها برفق.
تمام انا هبعت بكرة اللي يتقصى ليا عن كله حاجة عن شريف ده ويشوفه ماټ فعلا ولا لأ ومش عايزك
تقلقي.
الجزء الخامس 
مرت الأيام سريعا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لمۏت سدرة أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دوما فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماټت ولن تعود وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت كما وضعت ميسرة وحسان همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها مازال حيا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على يد حمدي نفسه شجعت سهيلة نفسها على المضي قدما في حبه خاصة بعد أن طلبها للزواج وقررت الذهاب برفقته للأسكندرية لطلب السماح من والدتها فقد تركت المنزل بدون علمها بعدما حرضها شريف حبيبها الخائڼ على الهرب لكي يتزوجان سرا بعد أن رفضت والدتها طلبه للزواج من أبنتها فهى تعلم من
ما يقال عنه في وسطهم أنه غير ملتزم أخلاقيا ولا يصلح للزواج أو تحمل المسؤولية وفي صباح أحد الأيام ذهب حمدي لهارون لكي يخبره بسفره إلى الأسكندرية لمقابلة والدة سهيلة طرق بابه ودخل وعلى وجهه ابتسامة عريضة.
صباح الخير يا هارون باشا.
رفع هارون حاجبه ونظر له متفحصا.
صباح الخير يا حمدي بيه مش عوايدك تيجي متأخر وكمان فرحان تقريبا كدا نموسيتك بمبي وشكل مزاجك رايق على الأخر النهاردة.
رفع حمدي يداه ثم انزلهما بسعادة.
لازم أكون رايق وفرحان كمان أخيرا لقيت الأنسانة اللي قدرت ټخطف قلبي وتعرفني طريق الحب الحقيقي.
أبتسم هارون ونهض من جلسته خلف المكتب.
انا بجد فرحان عشانك قوي يا حمدي أخيرا لقيت اللي تلمك من السرمحة هنا وهناك وكمان هترحم خالتي من محايلتك عشان تتجوز.
ضيق حمدي عينيه وقال مازحا.
بس متقولش لقيت اللي تلمني دي البنات هما اللي زي النحل عليا أعمل لهم أيه يعني.
ضحك هارون ساخرا منه.
ملمومين عليك زي النحل لأنك ملزق.
أشار حمدي له محذرا.
هارون بلاش هزارك الماسخ ده وخصوصا قدام المزة بتاعتي.
ضحك هارون عليه تعبيراته الكوميدية.
هههههههه في واحد عاقل يقول المزة بتاعتي دا أنت فاضلك كتير قوي على ما تعقل.
أشار له حمدي بلامبلاة.
سيبك من دا دلوقتي وخلينا في المهم انا كنت جاي اقولك أني رايح أسكندرية بكرة.
عقص هارون حاجبيه متعجبا!.
ليه هو مش انا بلغتك أن أنا اللي هروح أخلص الشحنة من الجمرك لأني محتاج أخد أجازة يومين أريح فيهم أعصابي من ضغط الشغل.
هز حمدي رأسه بنفي.
ومين قالك أني رايح أخلص الشحنة أنت خليك في طريقك زي ما كنت مخطط لأن انا رايح اقابل مامت سهيلة ويدوب مجرد الزيارة ما تنتهي على خير هرجع على طول.
أندهش هارون من تسرع حمدي في أتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج.
مش شايف أنك متسرع شوية ولازم تفكر كويس في قرارك ده عشان متظلمش البنت معاك.
هز حمدي رأسه بنفي.
لا يا هارون انا فكرت كويس قوي قبل ما أخد القرار ده وأستخرت ربنا كمان والحمدلله حاسس براحة كبيرة قوي.
تمام يا حمدي بس خلي بالك لازم تعرف أنك بمجرد ما فكرت ترتبط بسهيلة تنسى اي حاجة حصلت ليها أو معاها قبل ما تعرفك ولازم تحط ماضيها ورا ضهرك عشان ميتكررش معاك حكايتي مع سدرة في أول جوازنا.
أغمض حمدي عينيه متمنيا أن تزول غمة أبن خالته وأخيه وصاحبه الوحيد وأن يجد من تعوضه غياب سدرة.
عارف يا هارون كل اللي قولته وحاطه في حسابي كويس قوي وأتعلمت الدرس من تجربتك وأن شاءالله سدرة ترجعلك قريب أو ربنا يعوضك باللي تملى حياتك من تاني.
هز هارون رأسه بشدة.
مفيش واحدة هتقدر تاخد مكانها مهما كانت هى مين أن شاء الله سدرة عايشة وهترجع تملى حياتي تاني.
أومئ حمدي بابتسامه عذبة.
أن شاء الله يا صاحبي.
ربت هارون على ذراعه برفق.
قولي هتروح اسكندرية أمتى ممكن لو نتفق نطلع من هنا سوا.
زفر حمدي بقوة وخرجت أنفاسه طويلة.
المفروض نطلع
بدري لأن زي ما أنت عارف الحكاية وسهيلة خاېفة من مقابلة والدتها وخاېفة متتقبلهاش تاني وتطردها فلازم نروح بدري عشان أحاول أقنعها أن سهيلة أنضحك وڠصب عنها صدقته لأنها صغيرة ومعندهاش خبرة في الحياة.
أبتسم هارون وكم تمنى بداخله لو يعود به الزمن لكان فعل مع سدرة ما يفعله حمدي الأن مع حبيبته.
أن شاء الله ربنا هوفقكم وهتنجحوا في أقناع مامتها طول ما حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها.
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له
السائق عبر المرأة الأمامية يسأله.
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه.
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له.
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي.
أومئ له السائق بتهذيب.
تمام يا هارون بيه.
لو سمحت يا مدام ممكن تعملي ليا كوباية شاي مظبوطة.
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه.
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط.
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق.
شكرا تسلم إيدك يا.......
نظرت له السيدة بخجل.
أم مراد بيه.
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه نظر لها.
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك.
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا.
أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي المهم عملت أيه طمني.
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه.
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها.
أومئ هارون متفهما.
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها.
جاءه صوت حمدي خاڤتا.
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت.
سأله هارون مستفسرا.
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم !.
زفر حمدي بضيق.
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي.
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ.
تمام...... تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت........
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
له أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس.
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم مخلصوش.
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس.
هارون.
أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه.
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها.
مين دا يا سدرة تعرفيه.
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف
من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة.
سدرة مش
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات