روايه اسلام
ساكت ليه
_ عادي
_ شوفت مراتى حلوة أزاى تعرف أنت تجيب واحده زيها
انتبهت اليه رافعه رأسها بعد ان كانت تنظر الى الجانب الاخر وهو يقول هذه الكلمه فتسرب الالم داخل عروقها حتى نزلت دمعة من عيناها فحاولت مسحها بسرعه قبل أن يراها
أخبرها قلبها عن بعض الاشياء التى أرادت أن تكذبها
بل لم تسطع البوح بها
وهل بقي مكان لم يجرح به
تنهدت وهى تستمع الى كلامه عن طيبه زوجته وسماحتها وأنه لم يجد أبدا مثلها
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تحاول كتم دموعها الحزينة
وبعد عدة دقائق
طلب رامي أن يذهبو الى الخارج لكى يخرجوا فقد أخبره أنه لم يخرج من المنزل منذ شهر كامل من غرفته حتى يبقي مع زوجته الحبيبة
بتلك الطريقه وفى النهايه وافقت
_ ايه يابني انت عامل كدا ليه ماتفك ايدك
وأعد كويس
_ رامي أنت مش شايف فيا حاجه اتغيرت
_ طولت شوية ياعني خلاص ياعم أنت هتزلنى عشان أطول
منى بثلاثه سنتي
_ أنت تافه أوووى لا أقصد حاجه تانيه
_ ممممم طلعلك بنچات شوية بتشيل كام
شعر رامي بشعور غريب وهو يتابع اسلام يضحك بتلك الطريقه
فلمحت ياسمين انه ينظر اليها فبقت تنظر اليه الاخرى حتى رأت عيناه تجرى على شئ أخر
فالټفت تنظر الى الذي ينظر اليه بشرود
لتجد فتيات !!!
صدمت وهى تراه يهتف لهم
_ اقسم بالله عسل اية الحلاوة دي قالها رامي بعد ان مرت الفتيات بجانبه وهن ينظر اليه باعجاب
_ هاااح ايه يابني الحريم دا
_ اسلام ياتييييت
كان الضيق ينهش داخله بالڠضب يعلم أنه سرق أمواله التى كان يخفيها فى غرفته ولايعلم أحد عنها سوي زوجته
ولا يوجد أحد فى البيت سواه هل سرقها لانه قام بتعنيفه لكى لا يأخد مال من والده
كل تلك الاسئله تحوط عقله ولا تجعله يهدأ حتى ينتقم منه وايضا لكى يختفى هذا الشعور ايضا الذي يعذبه
نظر تحت الفراش فانحنى جالسا على ركبتيه ليري حقيبة سوداء كبيرة فقام بفتحها ليجد الكثير من المال داخلها وأوراق تحمل رأئحة المشفي
ففتح ورقة منهم وقرأها بغرابة
ينص الازهر الشريف
بعد أن رأى التقرير الطبي والنفسي الخاص بالمدعو إسلام أكرم
وشريط حياته يعيده الى الطفولة أن اسلام طوال فترة حياته مبتعدا عنهم الا عند سن الخامسة عشر أراد عمه ناجى أن يقربه منهم
يتذكر وجهه عن قرب
جسده الضعيف
عيناه شفتاه بشرته
كل شئ يميل الى الاناث كيف له الا يعرف
حاول أن يقف على قدميه التى ترتعش لكنها مالت على الارض
فى تلك اللحظة دخلت ياسمين الى غرفتها ولم تراه ولم ترى غرفتها بشكل جيد أنها ليست مرتبة
فقط تقف أمام المرآة وتنزع ثيابها وتهتف بضيق
_ طول عمره بتاع بنات صدعنى ساعة كاملة عن مراته وفى الاخر يعاكس بنات هو الخيانه بالسهولة كدا
يارب مراتك تعرف يارامي انك تيييت
نظرت الى المرآة حتى تخفيه تنهدت
وعندما بدأت فى خلع الرباط لتلتقط عيناها وهجا منعكسا فى المرآه
فالتفتت بزعر وقلبها يخفق پجنون لترى تلك العينان البرية تراقبها پصدمة من وراء اريكتها
الفصل التاسع
أحاطت يدها على صدها وعيناها جاحظة بړعب أثار قلبها بجعله يخفق پجنون
لم تستطع أن تكتم دموعها وهى تراه ينظر اليها بتلك الطريقه
الطريقه التى كانت تخشاها من الجميع لم تعرف أنها مؤلمة الى هذا الحد حتى تشعر بالانكسار أمامه
قالها أدم وهو يطلق ضحكة ساخرة قټلت قلبها بعدة طعناتحتى تلاشت ثقتها التى كانت تبني فيها شهرا وتعززها
خرجت شهقه من ثغرها تظهر كافة آلامها وهو يدور حولها ينظر اليها متفحصا بسخرية
فاسرعت تأخذ القميص الذي بجانبها ترتدية
_ إسلام أكرم هاهاهاها
أول مرة أشوف حد بالحالة دى حاجه عجيبة
الله !!! بټعيط ليه بس يااسلام أوبس أقصد يا ياسمين
ا لايتوقف عن الارتعاش فكل كلمه ينطقها ترى أنعاكسها داخل عيناه ينبأ بالشړ الماكر
عند مكتب والده
لم تشفع دموعها ولا
شهقاتها له فقد كان الغل داخل عيناه يذكره أنه ظل يعانى بسببها حتى ذهب الى طبيب
دخل على والده فى غرفة المكتب بدون أن يطرق الباب ليجد أنه جالسا على المكتب ينظر الى بعض الصور ويبكي _ أنت أزاى تدخل عليا كدا أسلام أنت أزاى ماسكه كدا نزل ايدك
ضحك أدم بسخرية على والده بصوت يدوى فى ارجاء المنزل وقال وهو يلقي اليه الورقة طبية
_ إسلام هااه تقصد ياسمين
فتح الورقة بغرابة يقرأ مابداخلها
أرتعشت يداه وهو يقرا كل كلمه بعناية عدة مرات
_ شوفت اللى كنت بتحاربني
قالها أدم بسخرية ليعم الصمت دقائق حتى ظهر صوت اباه يئن من الألم وهو يرفع بصره الى ياسمين التى كانت تبلل وجنتيها الحمراء بالدموعها الحاړقة
لم يستطع أن يقف على قدميه فسقط على كرسيه وهو مايزال ينظر اليها لتسقط الدموع من عيناه الاخر وهو يقرأ لغه عيناها البائسة
فقال بصوت باكى منكسر
_ مقولتليش ليه محدش عرفنى فيكم
عشان كدا أخويا ماټ لما خسر الفلوس كان عاوز يعملك العملية
طب ليه ليه معرفنيش دا أنا أخوه كنت بشوف وشه يوميا ليه عذبك وعذب نفسه
وأنت ليه مقولتيش ليه
ليييه
قام العم ناجى من جلوسه وخطى اليها بتعب وأمسكها من كتفيها وهو ينهرها
_ ليه ليه ليه روحتى لوحدك مكنتيش خاېفه لو كان حصلك حاجه مفكرتيش فيا
أنت قلبك قاسې زي أبوك
_ كفايا حرام عليك كفايا ارحمونى
قالتها ياسمين وهى تصيح لتقع على الارض بحسرة وعمها يمسك يدها فنزل على الارض مقابلا لها ينصت اليها پألم
محدش فيكم له حق عليا أنا هعمل اللى عوزاه
فى تلك اللحظة شعر أدم بوخز داخل قلبه أعتقد أن تصرف معها پعنف سيرتاح من هذا الشعور الذي ېقتله لكن لما الان يشعر أن كل كلمه تخرج منها كالصفعه على وجهه
قامت ياسمين من الارض وسحبت يدها من عمها الذي كان يبكي عليها وعلى كل مامرت به فعندما مرت تلك الكلمه على مسمعه أنه سيجعلها رجل علم مأساتها والسبب فى اخفاء تشخيصها أن أخاه كان يريد جعلها ولد برغم أنها فتاة هرولت ياسمين الى غرفتها وأغلقت الباب على نفسها تصرخ بأقصي قوتها حتى سمعها كل من فى الحى
لم تتوقف حتى وهى تسمع
صوت عمها يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا لايراها أحد
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا فشعور الندم قد سيطر عليه وهو يراها بتلك الحالة
ولم يتوقف عن العبور من الشرفة فى الظلام حتى يراها وهى نائمه ويظل يراقبها وهو يسمع شهقاتها وهى نائمة كطفل الصغير
تذكر عندما كان فى المتوسط وتبكي بعد أن تعرضت لضړب من سيف كم كان سعيدا ذلك اليوم وهو يراها بتلك الطريقة
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها هل كان سيساعدها أم يتركها
كلما يراها نائمه تبدو كالطفل الصغير الذي تركته أمه يبكي بمفرده
فيشعر بالشفقة عليها أكثر فكم كان أنانيا معها لما أراد فى تلك اللحظة الذي علم ضعفها أن يكسرها أكثر
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه
مرر يده على خصلات شعرها فلامست وجنتياها الدافئة فتسلل اليه هذا الشعور مرة أخرى بجعل قلبه يخفق كقرع الطبول الثائر
يصب داخل عروقه بنقاء نسيمها عبر انفه فاستسلم لوجهها الذي أخذ يديه وسادة
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير تزقزق داخل شرفتها لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب
_ ياسمين أفتحى أنا عمك هقولك بس حاجه وامشي على طول
قلبها ينذف ۏجعا لكن يعترف لها أنه سامحه فيكفي أنه أعترف بأنوثتها
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر وفتحت
الباب بيد مرتعشه
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا
_ أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا
أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا
أنا عاوزة أقولك حاجه
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف
فأردف
_ أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية
فابتسم وهو يقول
_ تعرفي امبارح عملت ايه
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها
_ بس ياعمي
_ بدون بس
_ طب سبني وقت أفكر
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها
تفكر دائما
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر
_ انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع
من اول ماتش
_ معليش يارامي كنت تعبان والله
_انت مش عجبني اليومين دوول
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة
_ انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل
البحر ليه
_انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات
_نعم وقف العربيه وقف اصل انط منها
قام