الأحد 24 نوفمبر 2024

اخطائي الجزء الثاني

انت في الصفحة 13 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


عليها
لينطق لسانها
محتجالك
ثم..
غمامة ضبابية من الدخان تخيم فوق رأسه وتغشي على عينه وتغيب عقله فكان يجلس في تلك الشقة الفاخرة الذي ابتاعها لها كي ينال شرف قربها ولكنها خربت كافة آماله نحوها.
فقد رفع رأسه من على سطح الطاولة بعدما ثبت تلك الاسطوانة الدائرية الرفيعة على تلك السطور المتوازية التي صنعها ثم سد فتحة واحدة من منخاره بإبهامه و استنشق بقوة مستمتعا من تلك الجرعة الوفيرة من السعادة الوهمية التي تمنحها تلك السمۏم البيضاء ليعتصر عينه بقوة يقاوم تأثيرها الجبار على جهازه العصبي ثم دون أن يمنح اجهزته الحيوية هدنة كان يلتقط

سيجارته الذاخرة المشټعلة ينفث دخانها كي يلهي عقله عن التفكير بها ولكن كان الأمر شبه مستحيل بالنسبة له فعندما يتعلق الأمر بالفوز والخسارة لابد أن يكون هو الرابح الوحيد.
وبعد هالك يا صاحبي كفاية كده انت طينت الدنيا 
قالها فايز بعدم رضا ليزمجر طارق غاضبا بكل عنجهيجة وغرور
متقوليش كفاية وملكش فيه...أنا هتجنن...هتجنن وبرج من دماغي هيطير وأنت بتقولي كفاية
يعني اللي بتعمله ده هيغير ايه
معرفش اهي حاجة بتوقف عقلي عن التفكير والسلام بدل ما أروح اقټلها واقتل الغبي اللي فضلته عليا
تشجع فايز ونصحه بتعقل
بس انا خاېف عليك يا صاحبي وشايف أن الموضوع مش مستاهل تضيع نفسك...سيبها في حالها تعيش زي ما هي عايزة وأنت ألف بنت غيرها تتمناك
زمجر هو غاضبا ورفض بكل عنجهية والحقد والوعيد يقطر من عيناه
بس أنا بقى مش عايز غيرها ومش هرتاح غير لما اكسر عينها و ارجعها ليا ڠصب عنها
زفر فايز بضيق من إصرار صديقه والتزم الصمت ولكن بينه وبين ذاته شيء يحثه على عدم التكتم على الأمر.
بينما هو كان حديثها ودفاعها المستميت عن ذلك الغبي يتردد بعقله ويقدح نيران الحقد بصدره ليترك العنان لشياطينه اللعېنة تعث الفساد برأسه وتسيطر عليه وتحيك له مکيدة جديدة محكمة للغاية كي ينال غرضه منها ولكن تلك المرة يقسم أنها ستكون دون تهاون.
غافل ان بتهوره ذلك سينشق قلب عاشق أخر لا ذنب له سوى حبه لها.
السابع والعشرون
الخطايا كلها تكاد تكون مغفورة في مدينتيإلا خطيئة السعادة والفرح..ولكن الحب رغيف لا يمكن اقتسامه بين أكثر من اثنين!
غادة السمان 
كانت ليلة حالمة تفوق كل التوقعات بالنسبة له فكان يشعر انه يهيم في السماء ولم تعد قدميه تلامس الأرض من شدة سعادته بعد أن صك ملكيتها له وجعلها تنتمي له قولا وفعلا.
لا ينكر كونها فاجأته

للغاية بمبادرتها وكان في حيرة من أمره وظل يتسأل لم بذلك التوقيت اصرت على الأمر...حقا لا يعلم ولا يريد أن يعطي للأمر اهمية ويبحث عن تبرير سوى ذلك التي أخبرته به حين عبرت عن حاجتها.
حانت منه بسمة تعدت العشق بمراحل عدة وهو يتأملها غافية كالملاك في برائتها فمن يراها الآن يستغرب كيف كانت بلأمس دفعته دون مجهود يذكر منها أن ينخرط معها في بحور عشق مچنونة لم يتصور من قبل روعة تفاصيلها وحتى بأبعد أحلامه.
تنهد تنهيدة مسهدة وهي ترفرف بأهدابها و تتململ بنومها وحين افرجت عن ليل عيناها هام بها وهمس ببحة صوته المميزة التي دوما تبعثرها
قلبي هيقف...يخربيت جمالك على الصبح هو في كده...
لقد وقعنا في الفخ يا مغلباني... ومتفكريش... مبقاش ينفع ترجعي في كلامك
أغمضت عيناها واخفت وجهها بكفوفها وهمست بخجل
انت رخم
اعتلى حاجبية بمكر وشاكسها وهو يزيح يدها كاشف عن وجهها
دلوقتي بقيت رخم ومكنتش رخم أمبارح لما .
شهقت بقوة و نكزته مبررة
ا...أنت اللي طلعت قليل الأدب ..
أنا عايزك متخديش على قلة الأدب علشان من هنا ورايح هبقى معډوم الأدب
انا شكلي وقعت في الفخ فعلا...
قهقه بكامل صوته مستمتعا مما دفعها تكتم ضحكاته بكف يدها وتهمس معاتبة
هتفضحنا يا يامن اسكت انا ممكن اموت من الكسوف لو ماما ثريا عرفت اللي حصل
أنت مراتي يا قلب يا يامن احنا مش بنسرق
لتهز رأسها وتعتدل بنومتها و تلملم الغطاء عليها متلعثمة
ايوة انا مراتك وكل حاجة بس...
عجزت عن التبرير فكيف تفعل وهي من دفعته لذلك 
ندمانة...
لا أنا عمري ما عملت حاجة وكنت مقتنعة بيها زي دلوقتي...
أنت ندمان
ندم أيه اللي بتتكلمي عنه يا نادين ...أنا كنت ھموت على اليوم الي تكوني معايا أنا كنت حاسس إني بحلم ومش مصدق أنك اخيرا بين ايدي وهقدر اعيش معاك كل اللي ياما حلمت بيه
تساءلت بترقب
الي حلمت بيه ده اكيد قلة ادب مش كده...
اكيد طبعا قلة ادب أمال هعمل ايه في الحلم مثلا
نكزته وهي تقاوم 
يعني اكتر من قلة الادب دي ..
اللي حصل ده كان بروڤة أنا لسة معملتش حاجة انا كنت بمهد للجاي
تململت هي 
يامن بطل جنان مامتك بره وزمانها صحت قوم بقى هتفضحنا
يامن...
لم يستمع لها بل كان يتابع ما يفعله وكأنه مغيب 
ايه اللي في رقبتك ده يا نادين
ارتبكت هي وتلمست موضع نظراته فقد تعمدت بلأمس ان تخفي الأثار بمساحيق التجميل ولكن لابد أن قد زالت وامتسحت لتتلعثم بتوتر وببسمة باهتة استغربها
ده...ده...تلاقيه منك...لتزيح جسدها من قربه وتستأنف ببسمة متوترة وهي تجذب الغطاء تلفه على جسدها وتنهض من الفراش
أنت كنت مفيب ومكنتش حاسس انت بتعمل ايه...
لا يعلم لم زحف الشك إلى قلبه حين نهض و ركز نظراته عليها بهدوء مريب جعلها تبادر قائلة كي تجعل أفكاره لا تنحرف عن حجتها
هتوحشني لما هتسافر
هز رأسه يحاول نفض تلك الأفكار من رأسه ويؤمن على حجتها ورغم انه لا يذكر فعل ذلك ولكن ربما!! فهو يعلم عندما يتعلق الأمر بها لايستطيع السيطرة على ذاته لذلك أجابها دون تخوين
لازم انا مواعد المحامي مش هتأخر يومين تلاتة بالكتير وهبقى هنا
أحتل الحزن معالم وجهها بقوة هامسة پخوف عظيم
اوعدني أن دي اخر مرة تبعد فيها عني...
مسد على خصلاتها بحنان بالغ و وعدها
أوعدك يا قلب وروح يامن
اصلا بعد كده مقدرش ابعد عنك أنا مصدقت بقيتي بتاعتي واعملي حسابك هقدم معاد الفرح كام يوم علشان مش هقدر اصبر ومش عايز احطك في موقف محرج و انا بصراحة مضمنش

نفسي
هزت رأسها ليتسأل هو بعدها وهو مازال يمسد على خصلاتها نزولا لظهرها
كنت عايزة تقوليلي ايه امبارح
ابتلعت غصة مريرة بحلقها وطال صمتها لا تعلم كيف تشرع بالحديث ليخرجها من بين يده ويسألها بتفهم وحنان وهو يكوب وجهها
اتكلمي يا حبيبتي و أنا هسمعك
نظرت له نظرة عميقة محملة بالكثير من الشتات وكادت تنطق لولآ أن طرق باب غرفتها وصوت ثريا الذي صدح من خلفه
نادين اصحي انا حضرت الفطار
ارتبكت للغاية ليهدأ هو من روعها بنظراته ويحثها أن تجيبها لتنطق متلجلجة من خلف الباب
صحيت...بس مليش نفس دلوقتي
طب انا هصلي في أوضتي ولم تعوزي تفطري قوليلي يا بنتي
حاضر...
تنهدت بارتياح عندما شعرت بخطواتها تبتعد لتلتفت له تجده يشرع بإرتداء ملابسه ببسمة هادئة مفعمة بالفخر وعينه تتركز على نقطة معينة في الفراش... مما جعلها وتهمس بخجل وهي تفرك بيدها
هتسافر دلوقتي
أومأ لها وهو يرتدي سترته ويمرر يده بخصلاته
هاخد شاور واغير هدومي الأول وبعدين همشي...تعلقت عيناها به ليسترسل بتفهم
متقلقيش هفهم ماما إني بت في المطعم علشان هي اكيد راحت أوضتي وملقتنيش
مقولتليش كنت هتقولي ايه
تلجم لسانها وصعب عليها ان تخرب سعادتهم الآن لذلك تهربت
لأ خلاص الموضوع تافه مش مهم
تنهد بقوة وحاول إقناع ذاته بتبريرها بينما هي ابتسمت تلك البسمة التي لطالما أوقعته بها وهمست بحاجة صادقة ومشاعر فائضة
خلي بالك من نفسك ومتتأخرش علشان خاطري
اومأ لها وتنهد مسهدا فكم يود أن يبقى بجانبها للأبد ولا يخطوا خطوة واحدة بعيد عنها بعد ما حدث ولكن هو مضطر لذلك واسى ذاته أنه بعد أيام سوف لا يشغله عنها أي شيء وسوف ينهل منها كيفما يشاء 
صباح الخير يا ست هانم
ابتسمت رهف بهدوء وردت عليه وهي توارب باب شقتها الذي طرقه للتو
صباح الخير
مد الحارس يده بمفتاح لامع وقال موضحا
ده مفتاح الباب الحديد الجديد بتاع الجنينة ...استاذ نضال جاب واحد حداد وغيره وفضل واقف على ايده لغاية ما خلص واتحمل كل التكاليف وبلغني أدي لحضرتك نسخة
أومأت له رهف وتناولت المفتاح من يده وهي حقا تشعر بلأمتنان لذلك النضال فلطالما تخوفت من كون باب الحديقة التي تحاوط البناية به عطب ولا يغلق ولذلك كانت تعارض بشدة نزول صغارها إليها للعب لذلك أخبرت الحارس بإمتنان
اشكر الدكتور بالنيابة عني
هز الحارس رأسه بتفهم وانصرف لتغلق الباب وهي تنظر للمفتاح المستقر براحة يدها نظرات مطولة جعلت سعاد تتساءل بريبة
مالك مبلمة ليه يا رهف ومفتاح ايه ده
تنهدت هي وأوضحت
مفتاح باب الجنينة الجديد
بجد اخيرا فكروا يعملوا باب جديد ده بقاله سنين على الحال ده
الدكتور هو اللي غيره
تنهدت سعاد وقالت
والله الدكتور ده مفيش منه 
صحيح يا رهف أنت لغاية دلوقتي مشكرتهوش هو الست كريمة على اللي عملوه معاك
زفرت هي وقالت
مجاش في بالي يا سعاد وبصراحة أنت عارفة انا مش اجتماعية اوي ومبعرفش اختلط بالناس بسهولة
بس عيب كده قلة ذوق مننا احنا بكرة او بعده نجيب علبة شيكولاته محترمة ونطلع نشكر الست الكريمة
بس
حاولت أن تعترض ولكن سعاد قاطعتها
من غير بس وبعدين أنا خلاص هسافر وبعد كده متأكده انك مش هتعرفي تعملي ده لوحدك وبعدين متنسيش أنهم جيرانا و وارد تشوفيهم صدفة في أي وقت وساعتها هتتحرجي علشان كنت قليلة الذوق
أنت عندك حق ...لتتنهد بحزن وتضيف
هتوحشيني يا سعاد ومش عارفه هعيش إزاي من غيرك
اجابتها سعاد بمحبة خالصة لها
أنت كمان هتوحشيني والولاد والبلد وكل حاجة بس اعمل مضطرة لتضيف بقلة حيلة
جوزي هيتجن عايزني ارجع والشغل هناك متعطل بسببي ...ودراسة الولاد هتبدأ أنا حمدت ربنا أن في فرق

بمواعيد الدراسة بين هناك وهنا علشان اقدر انزل اصلا 
أومأت رهف لها بتفهم وبعيون غائمة تساءلت 
هتبقي تكلميني!
سعاد و طمأنتها قائلة
طبعا انت مش هتخلصي مني وهتلاقيني بكلمك كل يوم اعرف تفاصيل يومك وكمان كام شهر كده هتلاقيني ناطة تاني وقرفاك
هزت رهف رأسها بإقتناع وزادت من ضم سعاد لها كي تنعم بقربها وبمؤذرتها التي ستفتقدها كثيرا بغيابها 
ظلت ملازمة غرفتها بعد غيابه وها هو يوم أخر مر من دونه فكم كانت تتلهف لتسمع صوته ولكنها كانت تخشى أن تفتح هاتفها وتجد ذلك المقيت يحاول أن يهاتفها حقا کرهت الأمر وكانت ټموت بجلدها كلما تذكرته فهي حتى تخوفت أن تغير شريحة هاتفها حتى لا تثير ريبة الآخر ويدفعه فضوله لمعرفة السبب وحقا أخر ما تتمناه هي وتسعى إليه أن يشكك بها ويبحث خلفها ويفضح امرها بنفسه عوضا أن تخبره هي تناولت نفس عميق تشجع به ذاتها كي تبدو طبيعية أمام ثريا ثم توجهت للخارج لتجدها تتحدث في الهاتف قائلة
خلاص يا حبيبي هبلغها معلش ربنا يقويك...
جعدت حاجبيها المنمقين وتسائلت 
ده يامن خير يا ماما هاتي اكلمه
تنهدت ثريا واجابتها وهي تغلق
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 60 صفحات