انت حقي
انت في الصفحة 1 من 48 صفحات
الحلقة 1
في فيلا فخمة تتميز بالأثاث البسيط و الذوق العالي
تدخل فتاة في مقتبل العمر تتميز بالجمال الذي يبهر كل من ينظر لها و لكن ملابسها بسيطة عيونها يملأها الحزنظلت تتجول في المكان و هي مبهورة من روعته خرجت في الحديقة الملحقة بالفيلا و جلست علي العشب و ضمت رجلها إلي صدرها و
تركت لدموعها المجال لتعبر عما بداخلها من ألملقد عانت منذ صغرها فقد ټوفي والدها قبل أن تتم سنة و سرعان ما تزوجت والدتها من آخر و ظلت الفتاة تعاني من قسۏة والدتها و لمسات زوج والدتها الذي كان يتسرب في الليل ليتحرش بجسد الفتاة الصغيرةمرت السنين و هي صامته و تعاني في
زادت شهقات الفتاة و هي تتذكر ليلة ۏفاة والدتها فبعد أن أنتهي العزاءدخل زوج والدتها غرفتها و رائحة الخمر القڈرة تفوح منهاقترب منها و هو يردد في أذنهاأنتي لي أنا
لم تستحمل الفتاة أكثر من ذلك و ظلت تصرخ و هي
تحاول أن تتخلص من قبضتهنجحت في ذلك في اللحظة الأخيرة لتهرب من سجنهكان تحمل بعض النقودركبت القطار الذاهب إلي الإسكندرية و هي لا تعلم لمن ستلجأ و كيف ستعيش و لكنها استعانت بالله فهو خير معين
رفعت الفتاة عينيها علي ذلك الرجل الذي يتميز بالوقار و قالت پخوفحاضر
شعر بالخۏف في عينيها ليزداد عطفه ناحيتها فهو يعلم كل ما مرت به ليقول بحنانمټخافيش أنا هنام في غرفة تانية و بكرة بإذن الله نبقي نكمل كلام
ابتسمت براحة وقالتاللي تشوفه تصبح علي خير
جلست علي أريكة في جانب الغرفةو مددت جسدها الذي شعر بالغربة من النوم علي أريكة براحة فهذا الجسد الصغير كيف له بعد ان تعود علي النوم علي الحصائر والأرض القاسېةكيف له أن ينعم براحة بعد أن ظل أيام يعاني من لمسات قاسېة و باردة منذ طفولتهاكيف سينعم هذا الجسد براحة
اتجهت الحمام الملحق بالغرفة و ملأت البانيو ماء دافئ و أغمضت عينيها و هي تتذكر أول مرة قابلت فيها ذلك الرجل
ضعفت جميع قواها و وقعت علي الأرض و هي تبكي بضعف لتشعر بإضاءة هائلة تخترق عيونها الزرقاء و يخرج من سيارة تتميز بنوعها الفريد رجل يرتدي بذلة رسمية يبدو عليه كبر السن و لكن جسمه متناسق بعض الشعيرات البيضاء تملأ شعره أقترب منها و قال پخوفحصلك حاجه
قامت الفتاة من أمام المرآة و أرتدت ثوب حريري يظهر جمال جسدها و أغلقت الأنوار و نامت في السرير بهدوءلتغوص مرة أخري في ذكرياتها
في يوم من الأيام حاډثها في الهاتف ليطمئن علي حالها و أخبرها أنه سيأتي ليصطحبها في مطعم لأنه يريد محادثتهارتبت نفسها وارتدت ثوب أحمر و تركت شعرها الأسود علي كتفها لتكون مثل فتيات الجمال
ذهبوا للمطعم سويا و هو صامت لا
يتحدث فقد ألجم جمالها لسانه و ظلوا يأكلون في صمت ليقول مرة واحدة تتجوزيني
وقعت المعلقة من يدها من إثر الصدمة و نظرت له بقلق و لكنه قالأنا عارف إنك لسه صغيرة 24سنة و أنا 47 سنة يعني في سن والدك بس تصدقيني لو قولتلك إن أنا طول عمري و مفيش حد شغل بالي غيركأنا عارف كل حاجه عنك و أنتي قولتيلي كل اللي مريتي بيه و رغم كل دا أنا مش عايز غير إنك توافقي و أوعدك إن أنا عمري ما هقرب منك غير لما تكوني عايزه كدا غير لما تحبيني زي ما بحبك
كان كلامه كفيل أن يجعل لسانها يعجز عن الكلام و ظلت تنظر له و كأنها تراه لأول مرهعيونه السوداء الذي تتميز بنظرة ثقة و ملامحه الهادئة التي يبدو عليها العجز قليلاجسده المتناسق الذي يوحي بأنه رجل رياضي نظرة الحنان في عينيه التي حرمت منها منذ أن ولدت
حسمت أمرها و قالت بهدوءموافقة
في صباح اليوم التاليداعبت أشعة الشمس وجه الفتاة الغائصة في النوم كأنها لم تنم منذ سنينلتفتح عيونها ببطء و تنظر حولها و هي تتذكر ما حدث بالبارحة فكان موعد عقد قرانها علي ذلك الرجل الذي عوضها عن حنان حرمت منه منذ طفولتها
أغتسلت و أرتدت فستان زهري طويل و لمت شعرها و وضعت إحدي العطور التي كانت تزين المرآة لتنزل إلي بهو الفيلا و هي لا تعلم ماذا تفعل لتفاجأ بصوته الهادئ يقولفيروز لو سمحتي تعالي ورايا المكتب
ابتلعت ريقها بصعوبة و ذهبت ورائه
جلس علي مكتبه بهدوء وقالبكرة بإذن الله تجهزي نفسك إننا هنروح قصر العيلة
فيروز پخوفقصر !!
ابتسم بهدوء وقالهبقي معاكي مټخافيش و بعدين هو يوم نتعرف عليهم و نرجع هنابس لازم تعرفي النظام إحنا بنجمع كل يوم جمعه في القصر لأني بحب أفضل هنا علطول
فيروزاللي تشوفه يا حسن بيه
حسنأسمي حسن أنا جوزك يعني مينغعش بيه دي
فيروزحاضر
حسنالخدامين زمانهم جهزوا الفطار يلا عشان نأكل و أروح الشغل
فيروز پخوفهو أنا هفضل في المكان دا لوحدي !!
حسن بهدوءالمكان آمن و ممكن تقعدي مع داده هناء
نظرت فيروز له بتعجب ليقول موضحاداده هناء دي أكتر ست طيبة ممكن تشوفيها تعتبر رئيسة الخدم و هي اللي ربتني يعني تقدري تقولي والدتي الثانية بس أوعي تقولي كدا قدام ماما بكرة عشان إيديها طويلة شوية
ضحكت فيروز بصوت عالي لتزداد دقات قلب حسن و ينظر لها بحنان
خجلت فيروز من نظراته لينقذها صوت الخدم معلنا إنهاء إعداد الفطور
أحتسي حسن كوب القهوة و شرع في القيام ليوقفه صوت فيروز قائلةأنت خارج
حسنآه عندي اجتماع مهم
فيروزطب أقعد أفطر الأول
حسنمش بحب أفطر كفاية القهوة
عقدت فيروز يدها علي صدرها و قالتطيب أنا مش بحب أفطر لوحدي و يعدين القهوة غلط الصبح
أكملت فيروز بنبرة طفوليةلو ضميرك موافق إني أفضل طول النهار من أكل خالص روح الإجتماع
ضحك حسن علي طريقتها و جلس مكانه و قالطب أتفضلي أفطري
فيروز بسعادةحاضر حاضر
ضحك حسن و بدأ في الإفطار مع فيروز لتدخل هناء قائلةأنا بحلم و لا إيه حسن بيفطر
ضحك حسن قائلالا حقيقة يا داده و الله
نظرت فيروز إلي مصدر الصوت لتجدها سيدة يبدو عليها كبر السن تتعكز علي عصا خشبية و تغطي طرحة بيضاء شعرها و يبدو علي ملامحها الطيبة كما قال حسن
ابتسمت فيروز لها و قالتصباح الخير يا داده
هناء بابتسامةما شاء إيه القمر دا ليك حق يا حسن تحكيلي عنها
نظرت فيروز إلي طبقها بخجل و نظر حسن إلي هناء بعتاب لتضحك هناء بخفوت و تقولعلي العموم أنا حبيت أبلغك يا حسن إن السواق في إنتظارك عشان الإجتماع
قام حسن من مكانه و أمسك حقيبته و قالأنا فعلا اتأخرت و لازم أمشي
خرجت هناء لتتابع عملهاقبل أن يخرج حسن من غرفة الطعام أوقفه صوت فيروز التي تقولاستني
الحلقة 2
نظر حسن لها و قالأيوة يا فيروز
ذهبت فيروز ناحيته و هي تمسك سندوتش صغير و قالتأنت مش فطرت و مش هتخرج إلا لما تأكل دا
عقد حسن حاجبيه و قالأفهم إن دا إيه يعني
دق قلب فيروز خوفا و شعرت أنها تجاوزت حدودها لتمتلأ عينيها بالدموع وتقولأنا آسفة و الله مش أقصد أصل أنا يعني
صمتت فيروز
عن الكلام عندما شعرت بيد حسن تمسك يدها التي بها السندوتشنظرت له وجدته يأكل السندوتش و هو ممسك بيدها و يتأملها بنظرة هادئة
شعرت فيروز بأن قلبها سيخرج من ضلوعها من شدة ضرباته و قالت بصوت ضعيفو أنت كمان
ودعها حسن بابتسامة هادئةو خرج إلي عمله
ظلت فيروز مكانها لثواني ونسمات الهواء تداعب شعرهاحركت فيروز رأسها ببطء و رجعت شعرها إلي الوراء لتشم رائحة برفان حسن في يدها لتبتسم بهدوء و تذهب إلي داده هناء
مع دقات الساعة الرابعة عصرايدخل حسن إلي بهو قصر العائلة و هو يبحث بعينيه عن والدتهليراها و هي تجلس في الحديقةليذهب لها سريعا و يبل يدها قائلااخبارك النهاردة يا أمي
الأم حنانبخير يا بني أخبارك أنت إيه
حسنالحمدلله بخير
حنان بتساؤلموضوع إيه اللي أنت عايزني فيه خير
حسنبصراحة يا أمي أنا أجوزت
صعقټ حنان بما قاله ولدها و قالت بعصبيةنعم !! أنت إيه !! و أمتي و إزاي و مين دي أصلا !!! أكيد واحدة من الشارع
حسن پغضب نجح في السيطرة عليهأمي أنا مش طفل !! أنتي عارفه أنا سني كام و اللي اجوزتها دي عشان هي الوحيدة اللي أرتحت معاها و إحنا كتبنا الكتاب و خلاص وحضرتك لو عايزه تستقبليني أنا و مراتي بكرة في بيتك مفيش مشكله بس تنسيني خالص و أنا هبيع نصيبي في الشركات و أسافر أنا و هي
حاولت حنان السيطرة علي ڠضبها و قالتيعني بعد العمردا كله جاي تقولي أجوزت من غير ما أعرف حتي
حسن بابتسامة مکسورةأمي أنا مش عامر اللي لسه مخلص كلية أنا سني قد عامر مرتين تقدري تفرحي بعامر براحتك أما أنا رضيت بمراتي و مش عايز غيرها
حنان بابتسامةخلاص يا بني اللي يفرحك تنور أنت وهي في أي وقت
أبتسم حسن برضا و قبل يد والدته و قالربنا يخليكي يا أمي
حنانربنا يفرح قلبك يا حبيبي
قطع كلامهم دخول شاب في مقتبل العمر صاحب ملامح جذابة
يقول بمرححسن بيه بنفسه منورنا
ضحك حسن بهدوء و قام و أحتضن أخيه و قالأهلا بأخويا اللي مش بيسأل
عامر بطريقة مسرحيةعذرا أخي العزيز و لكن خطيبتي مطلعه عيني