روايه جنة كامله
علمه بمدى حرجها فا هو اللون الأحمر القاني قد زحف إلى وجنتيها .. ترى هل زحف هذا اللون لباقي.... أغمض إياد عينيه لثوان صارفا عنه تلك الأفكار و ليوقف سيل التخيلات.. صحيح أن هناك شيء ما يجذبه إليها .. و لكن عليه أن يحكم عقله ليمنعه من الاسترسال و الانغماس في تلك الأفكار... فلقد اكتفي من هذا النوع من النساء العاطفيات.. و لقد حسم قراره منذ فتره و مستقبله يتضمن امرأه متزنه قويه تحكم عقلها في قراراتها و ليست ضعيفه كساره..أو كالماثله أمامه.
حاولت جنه استرجاع لسانها الذي أكلته القطه كما يقال و قصت عليه ما حدث معها و أضافت عن اذنك أنا لازم اطلع دلوقتي و إن شاء الله أول ما نسرين تفوق هاروح السكن.
لم تنتظر لتسمع ما قاله.. خرجت من المطبخ و صعدت الدرجات بسرعه.. ثم دلفت إلى غرفة نسرين لتفاجأ بازدياد الآم قدمها .. فيبدو
استفاقت نسرين على صوت ارتطام شديد أضاءت المصباح بجوارها و أزاحت الأغطيه ملقيه نظره على غرفتها لتفاجأ بجنه ملقاه على الأرض نزلت من فراشها و هرعت بجوار جنه.
قالت جنه بصوت واهن مش عارفه مالي .. حاسه عنيا مزغلله و مش قادره أصلب طولي.
قالت نسرين طب هاتي ايدك و اتسندي عليا.
مدت جنه يدها لتساعدها في النهوض و بعد أن وضعتها نسرين على السرير سألت ايه اللي حصل
قالت جنه أبدا خدت حبه مسكن من تحت و مش عارفه شكلها سببتلي دوخه باين.
أومأت جنه برأسها لتشهق نسرين اوعي تكوني شربتي حباية السكر.. لا ده أكيد شربتيها.. عشان كده حصلك هبوط.. استني هجبلك عصير و حاجه حلوه تاكليها.
و في ثوان كانت نسرين خارج الغرفه.. لتعود بعد قليل و في يدها كوب من العصير و بعض الحلوى.
شربت جنه العصير لتحس بالتغير السريه في حالتها و قالت الحمد لله ..أنا دلوقتي أحسن.
شكرت جنه نسرين على اهتمامها بها .
و بعد حوالي الساعه نزلت جنه برفقة نسرين التي أصرت على تناولها طعام الافطار معهم قبل توصيلها للسكن و رغم تحسن حالة جنه إلا أنها لم تجد بدا سوي الموافقه فليس من اللائق أن تترك نسرين توصلها و هي لم تتناول بعد طعام الافطار.
قال كريم موجها سؤاله لجنه انتي درستي هنا .
أجابت جنه لا..فجامعة القاهره.
قال كريم مش فاهم !
قال إياد بضيق هو إيه اللي مش فاهمه !
قال كريم موضحا أقصد يعني انتي من هنا و لا القاهره.
شعرت جنه بالضيق من أسئلة هذا الشاب الذي عرفته د. نوال بأنه صديق إياد و بمثابة ابن آخر لها .
أجابت القاهره .. بس استقريت هنا.
عاد كريم ليسأل من جديد مش فاهم استقريتي يعني عايشه هنا لوحدك و لا مع أهلك.
أجابت جنه بحرج أنا ساكنه في بيت الطالبات.
فقال كريم برافو عليكي أنا بحب البنت اللي تكون اندبندت .. ودلوقتي بتحضري ماجستير هنا
تدخل إياد قائلا جنه بتشتغل فالمكتبه..أمينه المكتبه الجديده.
ثم لكز صديقه بقدمه هامسا كفايه تحقيق.. مش شايف مكسوفه ازاي!!!
ولم يكن إياد الشخص الوحيد المنزعج من أسئلة كريم فلقد كانت الغيره تعصف بقلب نسرين من هذا الاهتماما الذي أبداه كريم بجنه ..و كأنه لم يكن كافيا الاذلال الذي شعرت به ليلة رأس السنه لتأتي الغيره و تمزق كيانها..حسنا هذا يكفي ..عليها أن تداوي نفسها من هذا الداء المسمى كريم..حان الوقت لاتخاذ خطوه إلى الأمام.. و لكن بدون أن تشمله في أي من مخططاتها.
بعد تناول الافطار جلس الجميع يستمعون للجد رفعت طه و معهم جنه بعد أن أصر الجميع على بقائها .. و لم ټندم على مكوثها فقد كان حديث الجد رفعت طه شيقا جدا.. ووجدت نفسها مرات عديده و الدموع تملأ عينيها خاصه عندما حدثهم عن يوم إصابته و المكان الذي ظن أنه الجنه.
و بدون أن تعي بنفسها قالت انا كمان كنت فاكره اني مت و رحت الجنه.
أثار تعليقها استغراب الجميع .. ليسأل إياد مازحا هو انتي كمان كنتي بتحاربي مع جدو.
ردت جنه بتلعثم بعد أن رأت جميع الأنظار مصوبه نحوها أصل حصلتلي حاډثه و افتكرت يوميها اني مت و إن المكان اللي شفته هو الجنه.
صاح رفعت طه أخيرا لقيت حد زيي.. اهو يا عم إياد عشان تصدق.
قال إياد بعتاب أنا طول عمري بصدقك يا جدي.
قال رفعت طه بأسى يمكن زمان .. لكن دلوقتي مظنش.
قال كريم موجها سؤاله لجنه طب ممكن توصفيلنا المكان اللي شفتيه.
قالت نسرين بعصبيه مكان ايه ... دي اكيد كانت بتخرف.!
شعرت جنه بالحرج الشديد من طريقة نسرين في الحديث عنها .. و نهضت من مكانها لتقول أنا اتأخرت و لازم اروح دلوقتي.
قالت نسرين و قد شعرت بالخزي لاحراجها جنه ثوان هاخرج العربيه و اجي اوصلك.
قال كريم امرا لا استني...أنا كده همر عن سكن الطالبات..هاوصلها فطريقي و اروح المطعم.
قالت جنه بحزم أنا هآخد تاكسي.. مفيش داعي تتعبكو نفسكو.
قال كريم مفيش تعب ولا حاجه .. ده فطريقي.
قاطعته نسرين بحنق معلش انا وعدتها اني هوصلها...
قال إياد انا عربيتي بره هاوصلك.. قالت نسرين و انا هاجي معاكو
و في الطريق أصرت نسرين أن تدعو جنه لحضور حفل عيد
ميلادها فلقد شعرت بتأنيب الضمير على معاملتها لها قبل قليل..
الفصل السادس.
و عن تلك النظرة ....أبحث
دلفت جنه إلى الشقه
لتواجه بوابل من الاسئله من سماح.
قالت جنه طب سبيني استريح الأول .
قالت سماح انتي متتخيليش قلقت عليكي ازاي.
قالت جنه مش الدكتوره نوال كلمت المشرفه و طمنتكم عليا.
قالت سماح ايوه ...بس مقلتش التفاصيل و انا دماغي كانت بتودي و تجيب.
تنهدت جنه و قالت طب أنا هاحكيلك كل حاجه بس اديني فرصه.
قصت عليها جنه ما حدث لها و كيف أصرت د نوال على بقائها و كرمهم معها.
قالت سماح الدكتوره نوال دي مفيش أطيب من قلبها.
قالت جنه نسيت اقلك نسرين عزمتني على عيد ميلادها و أصرت إنك تحضري الحفله.
قالت سماح بتردد اه هي عزمتني بس أنا كنت اعتذرتلها.
قالت جنه طب عشان خاطري .. أنا نفسي أغير جوو انتي كمان بلاش النكد اللي معيشه نفسك فيه ده.
قالت سماح بأسى ڠصب عني يا جنه.
قالت جنه يعني عشان تجربه صعبه مريتي بيها يبقى ټدفني نفسك بالحيا.
قالت سماح انتي مش فاهمه.
قالت جنه بمرح ما هو يا تفهميني ...يا نروح الحفله.
قالت سماح مستسلمه طب يا غلباويه... خلاص نروح و امري لله.
شعرت نسرين بالحرج مره أخرى من نفسها و للمره الثانيه كان هذا الحرج بسبب كريم..فلقد عاملت جنه بأسلوب سيء للغايه لمجرد أن أبدى كريم اهتمامه بها .. لم تقترف جنه أي ذنب بل على العكس كان باديا على محياها الضيق الشديد من أسئلة كريم .. لذا حاولت نسرين تصليح موقفها بإصرارها على حضور جنه لحفل عيد ميلادها و لم يكن ذلك السبب الوحيد فهي بالفعل أحست بالراحه من خلال تعاملها مع جنه و تعاطفت معها بسبب ظروفها.
أما كريم فقد حان الوقت بالمضي قدما و نسيانه ..ليس بالكلام فقط..عليها أن تتخذ خطوه فعليه.
حملت نسرين أفكارها تلك و طرقت غرفة والدتها.
د نوال اتفضل.
أطلت نسرين برأسها و قالت الجميل فاضي نقعد ونتكلم سوا.
ابتسمت نوال وقالت و لو مش فاضيه يا حبيبه افضيلك نفسي ثم ربتت بيدها على طرف السرير و قالت انتي لسه واقفه تعالي هنا.
جلست نسرين حيث أشارت والدتها و قالت باختصار يا ست الكل ... أنا موافقه مبدئيا اني ارتبط برائد ابن طنط ثريا.
هتفت نوال بجد يا نسرين بجد !
قالت نسرين بجديه طبعا يا ماما هي الحاجات دي فيها هزار.
قالت نوال و الابتسامه تعلو شفتيها طب انتي فاكره المفاجأه اللي قلتلك رائد هيعملها فعيد ميلادك
قالت نسرين اه يا ماما و حياتي عندك تقولي هيعمل ايه ...أنا مبحبش المفاجآت.
قالت نوال هو اتفق معايا يطلب ايدك فعيد ميلادك يعني قدام المعازيم و جو الرومانس بتاع الشباب ده.
كادت نسرين أن تصرخ رافضه لتلك الفكره و لكنها تداركت نفسها ألم تعزم على المضي قدما في حياتها و التخلص من حب كريم ... فهذه المفاجأه ستضمن لها فعليا المضي قدما في نسيانه.. و في نفس الوقت ستعيد بعضا من ماء وجهها الذي فقدته ليلة راس السنه فكريم بالتأكيد سيحضر حفل ميلادها و مفاجأة رائد ستثبت أنها مرغوبه ..إن لم يكن من كريم فهناك غيره الكثير ممن يتمنى رضاها .. و سترضي كبرياؤها في نفس الوقت.
افتعلت نسرين بهجه مزيفه وقالت دي فكره مجنونه .. ام م م تفتكري اقوله ايه
قالت نوال بانفعال انتي يا بت انتي مش لسه قلتي موافقه.
ضحكت نسرين و قالت متقلقيش يا ست الكل.
في أحد المقاهي على ضفاف نهر النيل .. جلس الصديقان إياد و كريم يتبادلان أطراف الحديث.
قال كريم تعرف انا بفكر في مين دلوقتي
سأل إياد في ايه يا دوك .
قال كريم جنه.
صاح إياد نعم !
قال كريم مش عارف البنت دي دخلت قلبي مره واحده.
قال إياد بعصبيه اسمع يا كريم ..البنت دي ظروفها صعبه و ملهاش فجو الأمريكان بتاعك ده...فشيلها من دماغك خالص.
قال كريم نافيا لا لا انت فهمتني غلط.
Im not attracted to her in that way
انا مش مشدود لها بالطريقه دي خالص.
قال إياد متاففا دي و لا غيرها .. المهم تطلعها من دماغك.
و قام مغادرا المكان تاركا كريم مندهشا من انفعاله الشديد
و محدثا نفسه
whats wrong with him
هو ماله ده
Its our body we can do what we want
.......Its our body
كانت كلمات تلك الأغنيه تصدح في شقة تامر لتفيقه من نومه غاضبا.
صاح تامر و هو مازال مستلقيا في فراشه وطي الزفت ده مش ع الصبح كمان.
جاءه الرد الأنثوي سريعا صبح ايه ...احنا داخلين ع العصر!
رد تامر غاضبا و لما احنا داخلين عالعصر ..بتعملي